لعنة الايام /بقلم مصطفى محمد كبار

 لعنة  الأيام  و الأقدار


تصارعتُ مع  الأيامِ  .  بجرح  قلبي  . فكسرني زماني


و صرختُ جداً  .  من وجعي   .  فكيف السماءُ  تراني


و تكاثرت  .  علي  الأوجاع  و الهموم  .  بيومي الفاني


وتقلبت .  موازين القوى  كلها  ضدي  و الجرحُ  دعاني


في  لعنة  الأقدارِ  . تجول دمعتي . بسهم الذي  رماني


هاجرت  بكسرتي . لصدى الموت للبعيد و الغربة آواني


فتركت ورائي دموع إمي وصرخة أبي  تركت  عنواني


تركتُ مكتبة ذكرياتي في ألم  الأمسِ  تركتُ كل ألوانِ


ثم جلستُ أجمع  من  ورائي  دموع الأحباب و خلاني


و رحت  أبكي  على حرقة  القلوب من لوعة  الوجدانِ


في شتاتِ الأه يصون دمعي والضيم من الجرح كواني


لا عيدٌ  .  يزور مهجعي . و لا  الضحكةُ  للحظةٍ  تراني


في جرحي ألف ألماً يعاصرني و القدر النوك  قد بلاني


في صدى الريح  يكابرني الشيطانُ  . و فيض الهذيانِ


تراوغني  في كنف  البكاء  .  و صمت  الأنين  كثعبانِ


تهمس  لزائر  الليل الدخيل في منامي لتصد  عدواني


إذا  تهاوت . عروش الظالمينَ   يوماً . صانت  جدرانِ


و بعشرة الشياطينَ  قد  إختلطت  بشرها  كل  ألحانِ


تلاعبني لعنات الليالي   والجن اللئيم  بلضياع غواني


بصراخي  تلهو  السماء  بعروتها  و تغفو  في الأحيانِ


و كأنها  راضيةٍ . كيف الأوغادُ بمنزلي تلعب و تعويانِ


و نار الغربةِ  تسطو  بحرقتها  كل جسدي بكل الثوانِ


والغسق الغائبُ بمحرابهِ .  كان و مازالَ نائم للنسيانِ


حكم  الأقدارِ .  كم  بها  من  قذارةٍ  كي تطرزَ  أكفانِ


وكرم الحياة في سراب الدجى والروح دعا للعصيانِ


فتكالبت الثعالبُ و إرتوت بالنصر . بسقوط  الأوطانِ


سأبقى بحزني شريد المنزلِ  كالبعير الشارد بحرمانِ


سأبقى  أراقبُ  وجه  السماءِ  في  لعنتي  و خزلاني


أنا فجوة الحياةِ للجحيمِ دارها مقيدٌ  خلف القضبانِ


وجرحي يعادلُ كبر الكون والغضبُ مذكورٌ في بيانِ


عدالة الأرضِ و البشر  عمياءٍ  بحكم اللئيم  تسجدانِ


و عدالة  السماءِ مؤجلةٍ  إلى وقت الحساب  للإنسانِ


كفى أيتها الأقدارُ فقد ضاع مني النومُ وتعبت أجفانِ


فكفى أنتِ والدنيا عليَ . إلى متى بجرحي  ستلعبانِ


إخرجو  من حياتي . إخرجو  بسيوفكم  من أحضانِ


دعوني أرتاح للحظاتٍ فقط . فقد مللت شر العدوانِ


قد تهاوت جسدي . و مضى العمرُ بالكذبِِ  و البهتانِ  


كيف أبقى  . فلا  الزمانُ زماني  .  ولا المكانُ  مكاني


فيا ربي  قد تعبت في هذه الدنيا فإلى متى سأعاني


تصارعتُ مع جرحي وألمي وللجحيمِ . الدهرُ  رماني


النارُ في ميلٍ . والموتُ في ميل .  وكلاهما  يدعوانِ


و أنا في سكرة  ألمي . مازلت  أبكي .  كذاك  الجبانِ


أجلسُ وحيداً .  ولا أدري لمن سيرجح  كفة الميزانِ


بقلم ........  مصطفى محمد كبار

12/9/2020 .........  سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رماد الحناجر /بقلم رحاب كنعان

بيروت تحت الركام/ بقلم زنار عزم

اه يا انت /بقلم وائل زبلح