نحن شرفاء حتى اشعار اخر /بقلم عاطف محمد

 🔴 نحن شرفاء حتى أشعار آخر....


الكاتب:عاطف محمد


هناك مقولة شهيرة تقول.....

«الكل شريف حتي تأتي العاهرة" ‼️»


*تمحيص المقولة

عبارة صادمة تظهر الحقائق جهارا نهارا،

فما أصعب تلك العبارة لفظا ومعنى ،

وتأتى الصعوبة فى كونها اختبارا لا نعرف محتواه أو وقته أو نتيجته 

_فمن حيث المحتوى : فى اى الجوانب الحياتية  سوف يتأتى الاختبار هل فى (الكرم) هل فى (الإخلاص) فى( مايقبل و ما يرفض )وغير ذلك

_النقطة الثانية التوقيت : فمن الممكن أن يكون توقيت الاختبار فى وقت لم نكن على استعداد له مطلقا،  يأتى غفلة دون أن نعلم أنه اختبار «مفاجئ»

_ النقطة الثالثة النتيجة: إما أن تنجح وهذا صعب أحيانا ،  وإما أن ترسب وهذا محتمل إلى حد ما، ومن الممكن أن تنجح وقد يفوق النجاح الحد المتوقع


*اختبار فنى


يأتينا هذا الشعور عندما نشاهد عملا فنيا فى التلفاز أو على شاشة السينما أو حتى عندما نسمعه فى المذياع واحيانا عند القراءة فى وسائل التواصل الاجتماعى  ، فنجد البطل أو البطلة أو أحد أبطال العمل يقعون فى اختبار للمبادئ، ومنهم من ينجح ومنهم من يرسب وبشدة ويدفع ثمن هذا الرسوب غاليا ، وهنا نتخيل أنفسنا فى مكانهم وبالطبع نتختار النجاح  والنجاح المبهر أيضا ، ولكن هل لو تعرضنا لهذه الاختبارات والضغوط فى الواقع هل سنحقق النجاح ....


*عودة للمقولة


نعود للمقولة من الوهلة الأولى تجد أن  التشبيه الوارد بها صعب جدا ، بل ومخالف للأعراف والقيم والمعتقدات وكل أصل من الأصول، وخصوصا لنوعية البشر الذين ينظرون من برج عال لكل الأمور

ولكن بتحليل المحتوى نجده «صادقا» «صامدا »

فصدقه من احتمالية تحققه ، وصدمته من سقوط بعض الناس الذين نراهم مثالا يحتذى به ...

  

*علام يتوقف الشرف ؟


يتوقف على الاختبار الحقيقى فى الحياة الواقعية بين :المبادئ والشهوات 

فريقان كل منهما له هجومه ودفاعه ، يضعان الخطط للفوز واحراز الأهداف ،

عندما تتعرض المبادئ لشهوات ما إما أن ثبت المبادئ بسبب الدفاع القوى المحكم الذى لا يترك أى ثغرة للمرور منها  ، وإما أن تنهار انهيارا بشعا يسمع له دوى هائل،  وهنا تصدق العبارة 

«أنا شريف طالما لم أختبر بين مبادئى وشهواتى.»

ليست الأخلاق أن تكون صالحا فحسب ، بل أن تكون صالحا لشيء ما

(هنري ديفد ثورو)

لقد صدق هنرى فى هذه المقولة فالصلاح لابد له من هدف  ليرد اى اعتداء شهوانى مغلف رغبات إنسانية 


*اختبارات حياتية


أسوق بعض الاختبارات بصورة محددة


*الاخلاص فى الحب : يظل كل منا مخلصا فى حبه مادام بعيد عن النساء وسحرهن واغواءهن وكيدهن ، ولكن إذا تعرض لهن فالنتائج تختلف من إنسان إلى  آخر، ولنتذكر أن معظم الحروب التى حدثت فى التاريخ سببها النساء،   وهذا ليس طعنا فى النساء فكلنا من الأم والأخت والزوجة والأبنة

ولكن لنتذكر سيدنا يوسف  عليه السلام وزليخة امرأة العزيز (لولا أن رأى برهان ربه) الإنقاذ و الستر من رب الكون لعبده المخلص..وضعف النسوة عند رؤية سيدنا يوسف عليه السلام 

وسيدنا آدم الذى ضعف أمام إغواء الشيطان واكل من الشجرة التى ظنها شجرة الخلد كما صورها ابليس له

الأمثلة كثيرة ولكن لنكتفى بالدلائل

*الكرم 

يعد الكرم اختبارا حقيقيا يظهر أمام نفسك إما ناسكا كريما  أو  بخيلا عقيما ويأتى ذلك الاختبار عندما تختبر بالحاجة والفقر، وتقع تحت  وطأة كل منهما، هنا هل يظل الكرم أم يفارق بلا رجعة؟

 وقد تكون قد شاهدت هذا المشهد أو كنت أحدأبطاله   ....

عندما تجد شحاذا فى الطريق، فعندما تكون دافئ الجيوب بالمال ، تخرج ولا تنظر ماذا تخرج ولا كم مااخرجت، وعندما يكون مافى جيبك على قدر حاجتك تفكر ألف مرة فى الكرم والعطاء ...إلا من رحم ربى   

أنت كريم ما لم تختبر بالفقر والحاجة كريم بشروط. 

*الزوجة الثانية موضوع ترفضه النساء تماما وتتبارى كل منهن فى رفضه والاتيان بالدلائل القاطعة على رفضه، ولكن عندما تترمل المرأة ولو تطلق يصبح الموضوع مطروحا وله أسانيد قوية على صدقه وجواز وضرورة حدوثه  

 المرأة ترفض الزوجة الثانية ما لم تترمل أو تطلق .

*  الصحابه.... أنه اختبار فى الشهامة والجدعنة  

- انت صاحب مخلص لابن المدير أو الغنى أو صاحب السلطة والمكانة والمنصب  وليس لابن الغفير و الفقير  

أحيانا الصداقة نسب وتقديرات وعلينا النزاهة فى الصداقة 

وهنا أتذكر قول « أوسكار وايلد» الكاتب والفنان

جميل أن تبدأ الصداقة بابتسامة و الأجمل منها أن تنتهي بابتسامة

ابتسم فى وجه الجميع ، الصديق الغنى والفقير فليس للابتسامة مقابل تدفعه بل لها ثواب تتلقاه

*التضحية نضحى دائما بأشياء كثيرة ولكن كل هذا بعيد عن الرغبات والشهوات 

- انت مُضحي مادام هذا بعيدا كل البعد  عن  الرغبات والشهوات

نضحى بوقتك ومالك وكل ما تملك ولكن يظهر الصدام الحقيقى عند اختلاف الرؤى بين التضحية والرغبة وشهوتها.

*البر بالأهل والأقارب واجب مقدس لاشك في ذلك ، ولكن عندما يصطدم ببيتك وزوجتك قد يكون هناك نظرة أخرى

 أنت بار لاهلك مادام ذلك بعيدا عن بيتك وزوجتك . طبعا كلنا ليس هذا الشخص ولكن منا هذا بالطبع

*التواضع من الاختبارات التى تأتى سريعا وتواجه الإنسان، فهو متواضع بشدة ولكن عندما يقابل من هو أقل منه قد تنقلب الأمور رأسا على عقب 

- انت متواضع مادامت لم تقابلِ الاقل منك وضعا ومكانة وعلما وقدرة

وكما يقول ميخائيل نعيمة

إعجاب الإنسان بنفسه دليل على صغر عقله

وهذا يؤكد المثل العربى الأصيل القائل

لا يتكبر إلا كل وضيع ، و لا يتواضع إلا كل رفيع

*هل أنت دائما خلوق قد تكون الإجابة نعم ،ودائما قد تكون خلوق بنسبة معينة وقد تكون ...

خَلوقا ولكن  خارج حدود غرفتك ومنزلى بعيدا عمن يعرفونى حق المعرفة لأننى ارتدى وجها آخر

وهنا لابد من وقفة علينا ترك الأثر الطيب بطيب الأخلاق والتخلق بها فى كل مكان وزمان 

وكما قال إيليا أبو ماضي

بالذكرِ يحيا المرءُ بعد مماته 

 فانهض إلى الذكرِ الجميل وخلِّد

 , فلئن ولدتَ ومتّ غير مخلّـد أثراً

  فأنت كأنما لم تولدِ.


*الخلاصة 


الكل يعتقد بأنه أفضل البشر خلقا وتصرفا، ويتخذ النقد حرفة وعملا فى كل شئ ، وعلى  كل  إنسان وفى أى  حدث أو موقف،  وهذا لأننا كما سبق الذكر  (قضاه ومحامون وجلادون وأصحاب فتاوى ) و لم نوضع فى مثل هذه الاختبارات ولم نواجهها بنفس درجة المشقة والصعوبة 

 

*هل نحن أصحاب القرار فى النجاح؟


ولكن هل نحن أصحاب القرار والقدرة فى فعل أو عدم فعل شئ ؟

لا بالطبع....

إن ما لم نفعله وامتنعنا عنه ليس لقوة منا ولكن لفضل من الله عز وجل ، الذى وهبنا فضله ليحمينا من أنفسنا، ومن رسوبنا بجدارة أمام أنفسنا وأمام الناس

 وما أجمل مقولة الحسن البصري :


- " أدركت أقواماً لم تكن لهم عيوب فتكلموا في عيوب الناس، فأحدث اللّه لهم عيوبا .. وأدركت أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس، فستر اللّه عيوبهم".

من خلال ماطرح وما تم تناوله مسبقا لا أحاول توحيد فكرة الفشل أمام الشهوات أو الرغبات ، أو تعميم ذلك فكثير منا لا يسقط مهما كانت الإغراءات، ولكن نحن هنا  لندق جرس إنذار، حتى لا يصبح السقوط ظاهرة تتفشى وتتوغل فى المجتمع،  ويصبح البعضعلى شاكلتهم.

 دعونا نبحث عن الصامدين محل الثقات أصحاب رايات الحمد والشكر 


 ،وحتى لا يلقى الظلم على رحاب الناس، دعونا ننظر للأمور من منطلق أن الخير فى وفى امتى إلى يوم الدين كما قال( رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام)وان كل شئ على ما يرام دائما وان ما يحدث مجرد طيف عابر،مجرد استثناء له وقته ويمر ، وهنا نؤكد أن اى استثناء لا يبغى بالضرورة  كسر القاعدة وقاعدتنا الخلق السليم والتربية القويمة ومن تربى على ذلك لن يسقط فى براثن الشهوات او الرغبات لوجود منظومة دفاعية تحميه وتحقق له الأمان النفسى والقدرة على المواجهة

ولانه يمتلك سلاح هام وهو الصبر على الاغراءات  

وكما قال الامام على بن أبى طالب رضى الله عنه 

الصبر صبران صبر على ما تكره و صبر على ما تحب

فلا يغرك جمال الشهوة والرغبة 

فهو جمال خادع

 جمال بلا حياء وردة بلا عطر هذا تفسير

ألكسندر بوشكين وقوله

والحل أن نتمسك بالأخلاق المروءةو

المروؤات أربع : العفاف ، و إصلاح الحال ، و حفظ الإخوه ، و إعانة الجيران . وكما قال افلاطون

اكسب قلوب الآخرين بأربع ، بطيب الكلام ، وجميل الاهتمام ، وصدق الالتزام ، وحسن المعاملة. 


ماذا يتبقى للنجاة؟


الدعاء بقلوب مطمئنة واثقه من قدرة الله على منحنا القدرة على المواجهة

إلهى...

إلهي أنت ذو فضل ومنن .. وإني ذو خطايا فاعف عني , وظني فيك يا ربي جميل .. فحقق يا إلهي حسن ظني.

يارب.......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رماد الحناجر /بقلم رحاب كنعان

بيروت تحت الركام/ بقلم زنار عزم

اه يا انت /بقلم وائل زبلح